إنتشار ظاهرة سب الديــــــــــــــــــن في مجتمعنا !!!


السلام عليكم
من العادات السيئة التي لاحظت إنتشارها بكثرة في كل البلاد العربية المفروض إسلامية هي عادة او ظاهرة : 
 سب الدين ( لعن دين لله )
فمن القبيح ان تنتشر الظاهرة و تصبح عادة سب دين الله و دين الآباء متداولة بطريقة عادية جدا في الشارع العربي على ألسنة الكبار و الصغار بما فيهم الشيوخ الذي لا يفرق بينهم و بين القبر إلا ايام قلائل و الشباب الذين لم تعد تحلو لهم الخصومة مع الآخرين دون التطاول على سب الله و دينه العظيم ......و المؤسف إنتشار عدوى العادة في وسط بعض البنات اللواتي يرددن الكلمة من دون أي حشمة او حياء لا من الله و لا من الناس ...... و كذا الأطفال الصغار الذين يفتحون أعينهم على الدنيا و يتعلمون في اوائل الكلام سب الدين و هم لم يتعلموا نطق الحروف كلها بعد و المؤسف ان بعض الآباء و الأمهات لا يتدخلون عند سماع ابنائهم يرددونها لأنهم بكل بساطة اصبحت مؤلوفة على آذانهم لأن العالم كله يسب بزعمهم و كأن السب هي مؤشر بسيط فقط عن حالة الغضب لصاحبه ........... و العجيب انها حتى في الكلام العادي اصبحت تدخل هذه اللعنة المشؤومة و عند المزاح ايضا ......... فما هذا الم يجد شبابنا و أبناءنا سوى التطاول على حرمات الله لفش غضبهم في المشاجرات .... الم يتمعنوا في كلمة "لعن دين الله" او" الرب ".... ام إتخذوها عادة و فقط مستخفين بأنفسهم و دينهم ....الا يمكن ان يتصور الواحد منا حجم غضب الرحمان عندما يسب عبده الضعيف و المفروض مسلم دينه العظيم ..... اضن ان لا احد من النصارى يتجرأ و يسب (اب الكنيسة او الأم كما يسمونهم ) و هم بشر فما بالك بالله حتى اليهود لا يسبون الدين .....كيف لنا نحن المسلمين ان نسب ديننا بانفسنا و بعدها نحزن عند سب الكفار رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ..... و كيف نسب دين الله و نطمع في فرج الرحمان لنا و للأمة ...... حقا وصل الأمر ذروته و لا بد من جعل حد للأمر بتحكم الناس في افعالهم و تغير عاداتهم و عادات الجيل الصاعد ...... لا اقول لا تغضبوا لأن هذا مستحيل و لكن لنقول جميعا لا لسب الدين لا لطاعة الشيطان و إغضاب الرحمان ..... عودوا انفسكم على كلمة اخرى و اكثرو ا من الإستغفار لأن هذا انفع في حالات الغضب ..........


اللهم ثبتنا على قول الحق في الحياة الدنيا و الآخرة .............و أجعل السنتنا رطبة بذكرك في الشدة و الرخاء ...........و اجعل آخر كلامنا لا إله إلا الله محمدا رسول الله اللهم آمين 
فما موقفكم ايها الاعظاء الكرام من هاته الظاهرة
او بالاحرى افة وخطيرة جدا؟؟؟؟؟؟؟؟


اقرأ المزيد »

حكم سب الله ، سب الدين ، سب الرسول صلى الله عليه و سلم و سب الصحابة رضي الله عنهم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا للإسلام و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، نبين محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد : 

فإن نعم الله عظيمة و آلاءه جسيمة و أعظم النعم و أجلها منزلة نعمة الإسلام التي من الله بها علينا و خصنا بها .

و مع الغزو الإعلامي المكثف و ليونة الدين في القلوب ظهر على ألسنة البعض أمر خطير و منكر و كبير هو : سب الله عز و جل أو الدين أو النبي محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه الكرام .. و في هذه الورقات بيان لعظم الأمر و خطورته حتى ننصح من نراه يفعل ذلك و نعلمه موطن الخير و ندله على طريق التوبة .

أخي المسلم : الإيمان بالله مبني على التعظيم و الإجلال للرب عز و جل و لا شك أن سب الله عز و جل و الاستهزاء به يناقض هذا التعظيم . 

قال ابن القيم : و روح العبادة هو الإجلال و المحبة فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد و الله أعلم .

و السب كما عرفه ابن تيمية : هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص و الاستخفاف و هو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن و التقبيح و نحوه .

و لا ريب أن سب الله عز وجل يعد أقبح و أشنع أنواع المكفرات القولية و إذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله فإن السب كفر من باب أولى .

يقول ابن تيمية : إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً و باطناً سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحيلاً أو كان ذاهلاً عن اعتقاده . 

و قال ابن راهويه : قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه .. كافر بذلك 

و إن كان مقراً بما أنزل الله .

قال تعالى { إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذاباً مهينا ً ، و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبينا ً } فرق الله عز و جل في الآية بين أذى الله و رسوله وبين أذى المؤمنين و المؤمنات فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً و إثماً مبيناًو جعل على ذلك اللعنة في الدنيا و الآخرة و أعد له العذاب المهين و معلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم و فيه الجلد و ليس فوق ذلك إلا الكفر و القتل .

قال القاضي عياض : لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم . 

و قال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل : يا ابن كذا و كذا – أعني أنت و من خلقك - : هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه .

و قال ابن قدامة : من سب الله تعالى كفر ، سواء كان مازحاً أو جاداً .

سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي : 

ما حكم سب الدين أو الرب ؟ - استغفر الله رب العالمين – هل من سب الدين يعتبر كافراً أو مرتداً و ما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف ؟ حتى نكون على بينة من امر شرائع الدين و هذه الظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا افيدونا افادكم الله .

فأجاب حفظه الله : 

سب الدين من أعظم الكبائر و من أعظم المنكرات و هكذا سب الرب عز و جل ، و هذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام ، و من أسباب الردة عن الإسلام ، فإذا كان من سب الرب سبحانه و تعالى أو سب الدين ينتسب إلى الإسلام فإنه يكون بذلك مرتداً عن الإسلام و يكون كافراً يستتاب ، فإن تاب و إلا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية ، و قال بعض أهل العلم : إنه لا يستتاب بل يقتل ، لأن جريمته عظيمة ، و لكن الأرجح أنه يستتاب لعل الله يمن عليه بالهداية فيلزم الحق ، و لكن ينبغي أن يعزر بالجلد و السجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة ، و هكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه و سلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب و إلا قتل ، فإن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه و سلم أو سب الرب عز و جل من نواقض الإسلام ، و هكذا الاستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله كالصلاة و الزكاة ، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام ، قال الله سبحانه و تعالى { قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزءون (65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } نسأل الله العافية .

و سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين السؤال التالي :

ما حكم في رجل سب الدين في حالة غضب هل عليه كفارة و ما شرط التوبة من هذا العمل حيث أني سمعت من أهل العلم يقولون بأن زوجتك حرمت عليك ؟

فأجاب فضيلته : 

الحكم فيمن سب الدين الإسلامي يكفر ، فإن سب الدين والاستهزاء به ردة عن الإسلام و كفر بالله عز و جل و بدينه ، و قد حكى الله عن قوم إستهزؤوا بدين الإسلام ، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون : إنما كنا نخوض و نلعب ، فبين الله عز و جل أن خوضهم هذا و لعبهم استهزاء بالله و آياته و رسوله و أنهم كفروا به فقال تعالى { و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزءون ( 65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فالاستهزاء بدين الله ، أو سب دين الله او سب الله و رسوله ، أو الاستهزاء بهما ، كفر مخرج من الملة . أه

و أحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم و تحل بدارك العقوبة .

سئل الشيخ محمد بن عثيمين السؤال التالي : 

هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبون الله عز و جل ؟ 

فأجاب حفظه الله : 

لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عز و جل لقوله تعالى { و قد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين في جهنم جميعاً } 

حكم سب الرسول صلى الله عليه و سلم :

للرسول مكانة عظيمة في نفوس أهل الإيمان ، فقد بلغ الرسالة ، و أدى الأمانة و نصح للأمة و جاهد في الله حق جهاده ، و نحن نحب الرسول صلى الله عليه و سلم كما أمر ، محبة لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامة البدع التي نهى الرسول عنها و حذر منها . بل له المكانة السامية و المنزلة الرفيعة نطيعه فيما أمر ، و نجتنب ما نهى عنه و زجر .

و لنحذر من سب الرسول صلى الله عليه و سلم فإن ذلك من نواقض الإيمان ، التي توجب الكفر ظاهراً و باطناً ، سواء استحل ذلك فاعله أو لم يستحله .

يقول ابن تيمية رحمه الله : إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً و باطناً ، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم ، أو كان مستحلاً له ، أو كان ذاهلاً عن إعتقاده .

و الأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمز النبي صلى الله عليه و سلم في حكم أو غيره كما قال رحمه الله في حكمه أو قسمه فإنه يجب قتله ، كما امر به صلى الله عليه و سلم في حياته و بعد موته .

فأحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطر و الطريق السيئ و تجنب ما يغضب الله عز و جل .

سب الصحابة :

الصحابة هم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و رفقاء دعوته الذين أثنى الله عليهم في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى { و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم }. قال تعالى { محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله و رضواناً } و من سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن .

و الواجب نحوهم محبتهم و الترضي عنهم و الدفاع عنهم ، و رد من تعرض لأعراضهم ، و لا شك أن حبهم دين و إيمان و إحسان ، و بغضهم كفر و نفاق و طغيان ، و قد أجمع العلماء على عدالتهم ، أما التعرض لهم و سبهم و ازدرائهم . 

فقد قال ابن تيمية رحمه الله : إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر .

و قد حذر النبي صلى الله عليه و سلم من ذلك بقوله " من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين " السلسلة الصحيحة 2340 .

و قال عليه الصلاة و السلام " لا تسبوا أصحابي ، لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسه بيده لو أن أحداً أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم أو نصيفه " رواه البخاري .

قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب : فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله من إكرامهم ، و من اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم و فضلهم و مكذبه كافر .

و سئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر و عمر و عائشة رضي الله عنهم أجمعين فقال : ما أراه على الإسلام .

و قال الإمام مالك رحمه الله : من شتم أحداً من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو ابن العاص ، فإن قال كانوا على ضلال و كفر قتل .

أما من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فإنه كذب بالقرآن الذي يشهد ببراءتها ، فتكذيبه كفر ، و الوقيعة فيها تكذيب له ، ثم إنها رضي الله عنها فراش النبي صلى الله عليه و سلم و الوقيعة فيها تنقيص له ، و تنقيصه كفر .

قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم } و قد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا و رماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر ، لأنه معاند للقرآن .

ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد ، لما ذكر رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، أمر بضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا فقال معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه و سلم ، قال الله عز و جل { الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات و الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة و رزق كريم } فإن كانت عائشة رضي الله عنها خبيثة فالنبي صلى الله عليه و سلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه . 

أخي المسلم :

إن سب الصحابة رضي الله عنهم يستلزم تضليل أمة محمد صلى الله عليه و سلم و يتضمن أن هذه الأمة شر الأمم ، و أن سابقي هذه الأمة شرارها ، و كفر هذا من يعلم بالاضطرار من دين الإسلام .

اللهم ارزقنا حبك و حب دينك و كتابك و نبيك صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام ، ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا و صلى الله على نبيه محمد و على آله و صحبه أجمعين .

عبد الملك القاسم



اقرأ المزيد »

من سب الدين لا يستحق الكرامة ولا الاحترام


سؤالي ياشيخنا الفاضل حول موقف تعرضت له مع بعض الإخوة وأريد من فضيلتكم توضيحا لنا إذا كان ما قمنا به صحيح أم خطأ والموقف باختصار هو أننا في أثناء خروجنا من المسجد بعد صلاة العشاء وجدنا مشاجرة تدور بين أحد إخوانا وواحد من المارة فأسرعنا لفض المشكلة وكانت بسبب أن هذا الأخ تعرض من هذا الشخض للمعاكسة أثناء سيره في الطريق مع خطيبته وأختها ولكن حدث أننا أثناء فض المشكلة قام هذا الشخص بسب الدين لأخينا الذي يتشاجر معه فأخذ بعض منا الحمية على الدين وانهالوا على هذا الشخص بالضرب إلى أن جاء بعض الإخوة وأخذوه بعيدا.. فهل ما فعله هولاء الإخوة صحيح أم كان يجب معالجة الأمر بشكل مختلف؟ فقد قال لنا بعض الإخوة إنكم بفعلكم هذا غيرتم شعائر الله إذ أن سب الدين ليس فيه حكم شرعي بالضرب مع أن الحدود لا تطبق في بلادنا .. أفيدونا في هذا فإن سب الدين يتكرر أمام أعيننا في شوارع هذه البلاد كثيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 

فلاشك أن سب الدين من أعظم الكبائر بل هو من أصرح وأشنع أنواع الكفر المخرج من الملة وإذا كان مجرد الاستهزاء كفرا فما بالك بالسب ...؟ قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: 65ـ66}، ولا شك أيضا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس وفض النزاع من أعمال الخير التي أمر بها المسلم. وما قمتم به من ذلك ابتغاء مرضات الله فهو خير يحمد لكم وتؤجرون عليه عند الله تعالى إن شاء الله. وأما عما فعله بعضكم من ضرب الرجل المذكور فكان الأفضل أن تعالجوا الأمر بحكمة وهدوء ونصيحة، وما دام الأمر قد حصل فإن من سب الدين لا يستحق الكرامة ولا الاحترام، وما فعل به لا يعدّ إقامة حد عليه، وإنما هو ردة فعل ممن كانت له غيرة على دينه وحمية له، ولا علاقة له بالحدّ الشرعي، لأن الحد الشرعي لا يقيمه الأفراد وإنما هو من خصائص ولي أمر المسلمين أو نائبه. ومواجهة هذا النوع ومقاومته ليست بردة الفعل المتسرعة.. وإنما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة لأن كثيرا من أبناء المسلمين لم يتربوا التربية الإسلامية الصحيحة فهان الدين في أعينهم. لهذا ننصح السائل الكريم وإخوانه بتقوى الله تعالى واستعمال الحكمة في هذه الأمور. 
والله أعلم.
اسلام اون لاين

اقرأ المزيد »

خطبة من المسجد الاقصى عن سب الدين


ملخص الخطبة


1- سبب نزول قوله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. 2- القرآن يكشف المنافقين ويبين سريرتهم. 3- انتشار ظاهرة سب الدين وسب الله عز وجل. 4- هذه الظاهرة سبب كثير من النكبات التي تصيبنا. 5- الحمية للآباء والأجداد أكثر من الحمية للدين. 6- حكم سب الدين وكذا سب الله عز وجل. 7- دور الجميع في محاربة هذه الطامة. 8- الزواج العُرفي ومحاذيره.


الخطبة الأولى


أما بعد:

فيقول الله عز وجل في محكم كتابه: يَحْذَرُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءواْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَءايَـٰتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ [التوبة:64-66]، صدق الله العظيم.

أيها المسلمون، أيها المؤمنون، هذه الآيات الكريمة من سورة التوبة، ومن أسمائها سورة براءة، وهي مدنية، وأما سبب نزول هذه الآيات الكريمة أن رجلاً من المنافقين على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ يستهزئ بالله سبحانه وتعالى وبالقرآن الكريم وبالرسول العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وذلك حين غزوة تبوك والتي تعرف بغزوة العُسرة في السنة السابعة للهجرة، ومما قاله هذا المنافق: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء. ويقصد بمقولته هذه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء، وكان عدد من المنافقين يصغون إليه ويؤيدونه فيما يقول، وهذه عادة المنافقين والمفسدين والوشاة في كل زمان ومكان.

وأما غزوة تبوك فقد وقعت في السنة التاسعة للهجرة ـ أيها المسلمون، أيها المؤمنون ـ لم يسكت المسلمون وقتئذ لمثل هذه التجاوزات وهذه الافتراءات وهذه الاعتداءات، فذهب الصحابي عوف بن مالك ليخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما صدر عن هذه المنافق، فوجد عوف بأن القرآن الكريم قد سبقه في ذلك، وأن وحي الله قد نزل في كشف هذا المنافق، وفي كشف الذين يخضون في كلام الله ويستهزئون بالله وبالقرآن، وبرسوله، فحينما أحس هذا المنافق بورطته أخذ يعتذر للرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن أنى يقبل عذره، فالله عز وجل قد قرر في هذه الآيات الكريمة عدم قبول عذره بقوله: لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ [التوبة:66]، فليس كل عذر يقبل، وليست كل جريمة تغتفر.

أيها المسلمون، أيها المؤمنون، نعم إن الله عز وجل غفور رحيم، وهو سبحانه وتعالى شديد العقاب، فهذا المستهزئ الساخر قد ساقه استهزاؤه إلى الكفر، فما بالكم يا مسلمون في من يسب الدين والرب والقرآن والرسول، وعلى مسمع منكم؟

أقول ذلك لمن يخرج من أفواههم هذا السباب، أقول لهم: إن الذين يستهزئون بالله وبالقرآن وبالرسول قد حكم الله عليهم بالكفر واللعنة والطرد من رحمته الواسعة، فكيف فيمن يسبّون الذات الإلهية، يسبّون الله خالق الإنسان والأكوان، ويسبّون خير البشرية محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ويسبّون القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويسبّون هذا الدين العظيم الذي أنقذ البشرية من الكفر إلى الإيمان، ومن الضلالة إلى الهدى.

أيها المسلمون، أيها المؤمنون، إنها لعادة قبيحة رذيلة، وبدعة دخيلة منكرة، وجريمة لا تغتفر، تلك التي تنتشر في بلادنا المباركة، تلك هي سب الدين والرب، حتى نسمع الطفل الذي لا يتجاوز من العمر ثلاث سنوات يسب، فمن أين وكيف تعلم ذلك؟ لقد تعلم من البيئة، ممن هم أكبر منه سناً، وغالباً ما يسمع هذه المسبات من أبيه أو من أمه أو من جيرانه، ويقول رسولنا الأكرم في حديث مطول: ((ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووِزر من عمل بها من بعده، من غير أن يَنقص من أوزارهم شيء))[1]، فالإثم يلاحق الشخص الذي أدخل هذه المسبات إلى بيته، وأوصلها إلى جيرانه، حتى بعد وفاته.

أيها المسلمون، أيها المؤمنون، ألا يعلم المسلمون لماذا تنزل علينا المصائب تترى؟ لماذا يسلط الله علينا أعداء الإسلام؟ إن ذلك بما كسبت أيدي الناس، فيقول عز وجل في سورة الشورى: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ [الشورى:30]، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الروم: ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41]، أي لعلهم يتوبون ولعلهم يرتدعون، ولو أن الله رب العالمين يحاسب الناس في الدنيا على أعمالهم، ولو أنه يؤاخذهم ما ترك على ظهرها من دابة، فيقول عز وجل في سورة النحل: وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ [النحل:61]، ويقول سبحانه وتعالى في سورة فاطر: وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى [فاطر:45].

أيها المسلمون، أيها المؤمنون، أتعلمون أن أكثر البلاد انتشاراً لظاهرة سب الدين والرب، هي بلادنا المباركة المقدسة، وهذا واقع مُر علينا أن نعترف به، وبالرغم من أن نسبة التدين في بلادنا تفوق بلاداً إسلامية أخرى، إلا أن عادة سب الدين والرب منتشرة مع الأسف في بلادنا أكثر من أي بلد إسلامي.

وبعض المسلمين في الأقطار الأخرى يعيروننا بأننا في فلسطين نسب الذات الإلهية، ونسب الإسلام العظيم، ومن أجل ذلك يشمَتون بما يصيبنا.

أيها المسلمون، أيها المؤمنون، إن الملاحظ عملياً في مجتمعنا أن الموازين انقلبت، فلو أن شخصاً سبّ دين شخص آخر فإنه لا يتأثر ولا يتحرك ولا يعتبرها إهانة، أما إذا سُب أبوه أو عائلته فإنه يثور ويغضب ويبرز أشباه الرجال، وتظهر العنتريات المزيفة والحماقات المخزية ونشاهد الهراوات والجنازير، وهذه ظاهرة من ظواهر الجاهلية الأولى، وهذه الظاهرة هي معاكسة تماماً لأخلاق رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم الذي كان يغضب حينما تنتهك حرمة من حرمات الله، ولم يكن يغضب لنفسه، فتقول أم المؤمنون عائشة رضي الله عنها في وصف أخلاقه: (وما انتقم رسول الله لنفسه في شيء قط، إلا أن تنتهك حرمة لله فينتقم لله تعالى)[2].

أيها المسلمون، أيها المؤمنون، إن علماء التوحيد قد اتفقوا على أن الذي يسب الذات الإلهية أو يسب القرآن أو يسب الرسول عليه الصلاة والسلام ـ وهو واعٍ لما يقول ـ يعتبر مرتداً، ويخرج من ربقة الإسلام، ويقول الفقهاء: إن المرتد إما أن يستتاب ويعلن توبته من جديد، ويدخل الإسلام ويغتسل ويتشهد، وإما أن يقتل ردة.

فانتبهوا أيها المسلمون، وليبلّغ الحاضر منكم الغائب، وعاهدوا الله أن تحاربوا هذه البدعة.

أيها المسلمون، أيها المؤمنون، علينا جميعاً أن نتوجه إلى الله خالق الإنسان والأكوان تائبين منيبين إليه مستغفرين، علينا أن نتكاتف جميعا على محاربة هذه البدعة المحرمة، على الآباء والأمهات، على المعلمين والمعلمات، على العلماء والوعاظ، وعلى الدعاة ورجال الإصلاح أن يعالجوا هذا الموضوع لمنع هذه الظاهرة في المجتمع، علينا أن نطهر بلادنا المباركة المقدسة من دنس هذه البدعة، علينا أن نغير نظرة المسلمين في الأقطار الأخرى تجاهنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته))[3] ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين.





--------------------------------------------------------------------------------

[1] صحيح. رواه مسلم (1017)، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة.

[2] صحيح . رواه البخاري في صحيحه(3560) كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.، ورواه مسلم (2327) كتاب الفضائل، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام.

[3] صحيح. رواه البخاري (2409) كتاب الاستقراض، باب العبد راع في مال سيده، ومسلم (1829) كتاب الإمارة، فضيلة الإمام العادل، واللفظ له.




الخطبة الثانية


نحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.

أيها المسلمون، يا أبناء بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، تنتشر في بلادنا، وخاصة في مدينة القدس ظاهرة الزواج المدني، ويطلق عليه الزواج العرفي أيضاً، وإتماماً لما أشار إليه فضيلة الخطيب في الجمعة الماضية، فإنني أؤكد ما ذكره وأتبع بمعلومات أخرى حول الزواج المدني لخطورته وانتشاره في مدينة القدس.

وهذا الزواج، وهو عبارة عن اتفاق يتم بين الشاب والفتاة على الزواج دون علم الولي أو دون موافقته ودون توثيق للعقد في المحكمة الشرعية صاحبة الاختصاص، والتي تمثل ولي الامر العام في هذا المجال، ورأي الإمام يرفع الخلاف، وإنما يتم تسجيل الزواج المدني لدى مكاتب أحد المحامين، ويدفع الزوج للمحامي مبالغ باهظة مقابل هذا التسجيل، ونسأل أولئك الذين يجرون هذه العقود أو أولئك الذين يجيزون هذه العقود، نسألهم هل ترضون ذلك لبناتكم: أن يتصرفن مثل هذا التصرف؟ إنهم يقولون للآخرين بأنه عقد شرعي، ولكن لا يقبلون ذلك على بناتهم! إذاً ما السر في ذلك أيها المسلمون؟ ما السر.

نشير إلى بعض المحاذير التي تترتب على الزواج المدني:-

أولاً: أن تصرف الفتاة في الزواج دون إذن وليها أو دون علمه يؤدي إلى تقطيع صلات الرحم، وإلى تفسخ للأسرة بشكل عام، كما أن أهل الزوج يكونون غير راضين عن ذلك أيضاً، علماً أن موافقة ولي الأمر من شروط صحة عقد الزواج.

ثانياً: أن اللجوء إلى مكاتب المحامين وعدم الرجوع إلى المحكمة الشرعية يؤكد أن التصرف في الزواج المدني هو تصرف شاذ غير سليم، فلو كان التصرف صحيحاً، لماذا لا يذهب الشاب إلى المحكمة الشرعية؟

ثالثاً: أن الزواج المدني يعرض حقوق المرأة إلى الضياع، فمن المحتمل أن ينكر الزوج هذا الزواج، أو من المحتمل أن يتوفي الزوج أو أن تتوفى الزوجة، فلا يوجد ضمانة لحفظ حقوق الزوجة.

رابعاً: إذا تزوج الرجل بامرأة أخرى فإنه يخشى أن يعاقب على ضوء القانون الإسرائيلي، فيلجأ هذا الزوج إلى أحد مكاتب المحامين لإجراء عقد زواج مدني على الزوجة الثانية، في حين تبقى الزوجة الثانية عزباء في نظر القانون الإسرائيلي، ولا تستطيع أن تغير هويتها إلى متزوجة، وتعتبر خليلة أو صديقة لهذا الزوج، لأن القانون الإسرائيلي يسمح للرجل باتخاذ خليلة أو صاحبة، لكن لا يسمح له بالزواج من زوجة ثانية.

أيها المسلمون، أما بالنسبة للأولاد في الزواج المدني، فأين حقوقهم؟ إما أن يسجل الأولاد في هوية أمهم التي لا تزال عزباء في نظر القانون، وبالتالي لا مجال لاستصدار شهادات ميلاد لهم، لأن أباهم غير مسجل في الهوية، وهكذا تضيع حقوق الأولاد بشكل عام، وإما أن يسجل الأولاد في هوية الزوجة الأولى كنوع من الاحتيال ليكون هناك مجال لاستصدار شهادات ميلاد لهم، ولكن ليس باسم أمهم الحقيقية، وإنما باسم الزوجة الأولى التي هي امرأة أبيهم، وينتج عن ذلك إشكالات في الميراث وفي الأنساب.

أيها المسلمون، إن الزواج المدني لا يراعي الأحكام الشرعية المتعلقة بعِدّة المرأة المطلقة، وقد حصل أن أجرى أحد المحامين عقد الزواج بين شاب وبين زوجة مطلقة لم تعتدَّ من زوجها الأول، أي قبل أن تنهي عدتها، فقد جرى العقد عليها، وهكذا تشيع الفاحشة وتختلط الأنساب وينهار المجتمع من خلال هذه السلوكيات الطائشة التمردية الانفلاتية، وكيف يتم إصلاح المجتمع بعد انهياره، فعلينا أن نكون متنبهين لهذه المحاولات الهدامة، وعلينا أن نتعاون جميعاً في المحافظة على الأسرة المسلمة وعلى توثيق الزواج والوقوف في وجه الأفكار المستوردة، ولات ساعة مندم وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227].
اقرأ المزيد »

خطب الشيخ عبد الله القرعاوي خطورة الاستهزاء بالدين



الحمد لله القائم على كل نفس بما كسبت المطلع على مكنونات القلوب وما أضمرت الرقيب على كل جارحة بما اجترحت، أحمده سبحانه وأشكره على نعم له لا تحصى عمت وغمرت وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع قائلها في يوم تعلم فيه كل نفس ما قدمت وأخرت وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله بدعوته إلى الله وجهاده في سبيل الله علت راية التوحيد وانتشرت ،صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه مصابيح الهدى ونجوم الدجى، على هديه تربت وفي مدرسته تعلمت، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما أشرقت شمس وغربت، أما بعد
عباد الله :
اتقوا الله تعالى وأطيعوه فإن من اتقاه كفاه ووقاه وقربه وأدناه
عباد الله:
قلب المؤمن الموحد ممتلئ بتعظيم الله سبحانه وكتابه ورسوله فتوحيده وإيمانه الراسخ يمنعه من أن يصدر منه قول أو فعل فيه استهزاء بشيء فيه ذكر الله تعالى أو القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم فأصل التوحيد لا يجتمع مع الاستهزاء وذلك أن التوحيد استسلام وانقياد وقبول وتعظيم ،والاستهزاء بالله أو بشرعه ينافي التعظيم ولهذا فإن من استهزأ بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول عليه الصلاة والسلام أو استهزأ بأصل التشريع أو غير ذلك من أحكام الشرع فقد وقع في الكفر الأكبر المخرج من الملة سواء كان المستهزئ جادا أو مازحا لمجرد إضحاك الناس وتسليتهم
قال صلى الله عليه وسلم :(إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به في جهنم) ( )
ومن جلس في مجالس الاستهزاء ولم ينكر عليهم أو يغادر مجلسهم فقد شاركهم لقوله تعالى {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}[النساء/140]
عباد الله :
وفي غزوة تبوك قصة عظيمة وحادثة شنيعة ذكرها الله عز وجل بقوله {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون}[التوبة/65]
عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض أنه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق قال ابن عمر كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الحجارة لتنكب رجليه وهو يقول: إنما كنا نخوض ونعلب.
عباد الله :
الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أحسن الناس اقتصادا في الأكل وغيره والمنافقون أكثر الناس أكلا كما في الحديث والكافر يأكل في سبعة أمعاء والمنافقون أكذب خلق الله كما وصفهم الله { ألا إنهم هم الكاذبون }[المجادلة/18] والصحابة رضي الله عنهم عدول بالإجماع واختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه وحفظه، وهم من الصدق بالمنزلة العالية والغاية التي ليس فوقها غاية رضي الله عنهم وأرضاهم، والمنافقون هم الجبناء يحسبون كل صيحة عليهم وشجاعة الصحابة رضي الله عنهم مشهورة وما ظهر لهم من الشجاعة والبطولة لا يُعرَف لها نظير وقد أبلوا بلاء حسنا في سبيل الله وصبروا على ما لاقوه.
وفي رواية ابن إسحاق يسيرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك فقال بعضهم لبعض أتحسبون أن جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا والله لكأنا بكم مقرنين في الحبال. إرجافا وترهيبا للمؤمنين. فلما سمع عوف بن مالك رضي الله عنه هذه المقولة الخبيثة قال لهذا القائل: كذبت فيما نسبت إليهم ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهذا من النصيحة لله ولرسوله وليس من النميمة في شيء فذكر أفعال أهل المنكر لولاة الأمر ليردعوهم من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا من باب الغيبة والنميمة- ولما ذهب عوف بن مالك ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم وجد القرآن قد سبقه فأتى المستهزئون يعتذرون أنهم لم يقصدوا حقيقة الاستهزاء وإنما قصدوا الخوض واللعب. والمراد الهزل لا الجد والتحدث كما يتحدث الركبان إذا ركبوا رواحلهم وقصدوا ترويح أنفسهم وتوسيع صدورهم ليسهل عليهم السفر وقطع الطريق، فتلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون } [التوبة/65] { لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } [التوبة/66] ما يلتفت صلى الله عليه وسلم إلى هذا المنافق من غضبه عليه ولم يقبل عذره الباطل إذا هذه الأمور لا يدخلها الخوض واللعب وإنما تحترم وتعظم إيمانا بالله ورسوله وتعظيما لآياته وتصديقا وتوقيرا، والخائض واللاعب منتقص لها وعلى المؤمن أن يخاف على نفسه من النفاق فقد كان أصحاب تلك المقالة السيئة مؤمنين قبل مقالتهم تلك ثم وقعوا في الكفر بسببها قال تعالى {قد كفرتم بعد إيمانكم } [التوبة/66] فقد كان إيمانهم ضعيفا ولهذا لم يمنعهم من الاستهزاء بالله تعالى ورسوله ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلماء من أجل علمهم أو الوقيعة بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لأجله وفيه أن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها أو عمل يعمله.
قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى :(القول الصريح في الاستهزاء هذا وما شابه وأما الفعل الصريح فمثل مد الشفه وإخراج اللسان ورمز العين وما يفعله بعض من الناس عند الأمر بالصلاة والزكاة فكيف بالتوحيد وقال: فيه وهي العظيمة أنه من هزل بهذا أنه كافر وقال والفرق بين النميمة والنصيحة لله ولرسوله وبين العفو الذي يحبه الله والغلظة على أعداء الله وأن من الاعتذار ما لا ينبغي أن يقبل.
عباد الله :
والكفر كفران كفر إعراض وكفر معارضة والمستهزئ كافر كفر معارضة فهو أعظم ممن يسجد لصنم فقط، وهذه المسألة خطيرة جدا ورب كلمة أوقعت بصاحبها البلاء والهلاك وهو لا يشعر فقد يتكلم الإنسان بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار فمن استهزأ بالصلاة ولو نافلة أو بالزكاة أو الصوم أو الحج فهو كافر بإجماع المسلمين كذلك من استهزأ بالآيات الكونية بأن قال مثلا إن وجود الحر في أيام الشتاء سفه أو قال إن وجود البرد أيام الصيف سفه فهذا كفر مخرج عن الملة لأن الرب عز وجل كل أفعاله مبنية على الحكمة وقد لا نستطيع بلوغها بل لا نستطيع بلوغها فاتقوا الله تعالى عباد الله واسمعوا إلى قوله عز وجل {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} [النساء/140] اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .


الحمد لله معز من أطاعه، ومذل من عصاه، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
عباد الله :
اتقوا الله تعالى وأطيعوه واعلموا أن الاستهزاء بأصل التشريع كفر والاستهزاء بتطبيق المسلم للشرع كبيرة من كبائر الذنوب
قال الشيخ محمد بن إبراهيم في مجموع فتاواه : من الناس ديدنه تتبع أهل العلم لقيهم أم لم يلقهم مثل قوله: المطاوعة كذا وكذا فهذا يفتى أن يكون مرتدا ولا ينقم عليهم إلا أنهم أهل طاعة أما إذا كان مع شخص أو أشخاص فهذا لا ينبغي لكنه أهون من ذلك.
وفي جواب للجنة دائمة للإفتاء على من قال لآخر : يا لحية أن الاستهزاء باللحية منكر عظيم فإن قصد القائل يا لحية (السخرية )فذلك كفر وإن قصد التعريف فليس بكفر ولا ينبغي أن يدعوه بذلك.
وفي جواب للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه على من زعم أن بعض الأحكام الشرعية تحتاج إلى إعادة نظر يقول رحمه الله : الأحكام التي شرعها الله لعباده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم كأحكام المواريث والصلوات الخمس والزكاة والصيام ونحو ذلك مما أوضحه الله لعباده وأجمعت عليه الأمة ليس لأحد الاعتراض عليه ولا تغييره لأنه تشريع محكم للأمة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده إلى قيام الساعة فالواجب عمل ذلك عن اعتقاد وإيمان ومن زعم أن الأصلح خلافه فهو كافر وعلى ولي الأمر أن يستتيبه إن كان مسلما فإن تاب وإلا وجب قتله كافرا مرتدا عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك فالواجب على العبد أن يعظم الله وأن لا يتلفظ إلا بكلام عقله قبل أن يقوله لأن اللسان هو مورد الهلكه,.
قال معاذ للنبي عليه الصلاة والسلام : أو مؤاخذون يا رسول الله بما نقول قال ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو قال على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) رواه أحمد في المسند( )
الله الله في اللسان فإنه أعظم الجوارح خطرا ومما يتساهل فيه أكثر الناس فاحذر الخوض فيما لا يعنيك وبخاصة فيما يتعلق بالدين أو بالعلم أو بأولياء الله أو بالعلماء أو بالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أو بالتابعين أو بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فإن هذا خطر عظيم فيجب على المسلم أن يخاف على نفسه وأن يحذر من ذلك والناجي من سلمه الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
عباد الله:
 إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب/56] وأكثروا عليه من الصلاة يعظم لكم ربكم بها أجرا
فقد قال صلى الله عليه وسلم (من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا)( )
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعدائك أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واحم حوزة الدين
اللهم عليك بمن سب رسولك أو سب صحابته أو سب التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم
اللهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين
اللهم انصر دينك وانصر من نصر دينك واجعلنا من أنصار دينك يا رب العالمين
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه وأصلح قلوبهم وأعمالهم وسددهم في أقوالهم وأفعالهم واجمع شملهم وشمل على الهدى يارب العالمين { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } [البقرة/201] اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر اللهم اجعلنا ممن قام رمضان إيمانا واحتسابا يا ذا الجلال والإكرام
اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم نور على أهل القبور من المسلمين والمسلمات قبورهم اللهم اغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم اللهم تب على التائبين واغفر ذنوب المذنبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضى المسلمين واكتب الصحة والسلامة والعافية والهداية والتوفيق لنا ولكافة المسلمين في برك وبحرك أجمعين
عباد الله :
{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (90) وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون } [النحل/90-91]
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
اقرأ المزيد »

التحذير من الإستهزاء بالدين (خطبة الجمعة 30 /3/ 143 هـ ) الشيخ / عبد المُنعم الشحات

بسم الله الرحمن الرحيم
يسر موقع أنا السلفى أن يقدم لكم

خطبة الجمعة
لفضيلة الشيخ / عبد المُنعم الشحات

بمسجد عباد الرحمن بمنطقة الساعة . بالإسكندرية
بعنوان
" التحذير من الإستهزاء بالدين "
بتاريخ
30 من ربيع أول 1430هـ
27 من مارس 2009 م
للمشـــــاهــدة والـتـحـميل

" اضــغـــط هــنــا "

اقرأ المزيد »

كتاب حول الاستهزاء بالدين واهله


بسم الله الرحمان الرحيم


هدا كتاب من موقع صيد الفوائد للتحميل
اقرأ المزيد »

علاج الغضب من موقع طريق الاسلام


تكون معالجة الغضب بأمور وطرق كثيرة دلّنا عليها الإسلام، ومنها:

1- ترويض النفس وتدريبها على التحلّي بفضائل الأخلاق، وتربيتها على الحلم والصبر وعدم الاندفاع أو التسرع في الحكم، وحثّها على التأني. وقدوتنا في هذا الأدب الرفيع رسول الله عليه السلام، الذي كان يسبق حلمه غضبه، وعفوه عقابه. ولذلك ورد أن لقمان الحكيم قال: "لا يعرف الحليم إلا عند الغضب".

قال الشاعر :

ليست الأحلام في حال الرضا إنما الأحلام في حال الغضب

وقال غيره: من يدّعي الحلم أغضِبْهُ لتعرفه؛ لا يُعرفُ الحليم إلا ساعة الغضب..

2- أن يتذكر الإنسان ما جاء في ثواب العفو وفضل كظم الغيظ. فقد روي عن النبي عليه السلام قوله: «ما كظم عبد لله إلا ملأ جوفه إيماناً» رواه أحمد. وعند أبي داود: «ملأه الله أمناً وإيماناً». وقال عليه الصلاة السلام: «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً» رواه مسلم.

وهذا فيه تربية للمسلم على التحكم في النفس وقهر الغضب رغبة في الجزاء الحسن والثواب العظيم من الله سبحانه.

3- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وذكر الله جل وعلا؛ لما في ذلك من الخوف منه سبحانه، وتذكر لعظمته وسطوته وقدرته. قال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف:24]. وقال عبدالله بن مسلم بن محارب لهارون الرشيد: "يا أمير المؤمنين، أسألك بالذي أنت بين يديه أذل مني بين يديك، وبالذي هو أقدر على عقابك منك على عقابي لما عفوت عني".. فعفا عنه، وكان قد غضب عليه غضباً شديداً.

كما أن في قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف:200]، علاج عظيم لأن الإنسان عندما يستعيذ بالله فإنما هو يلوذ بجناب الله سبحانه، فيطرد الشيطان ويندحر، ومن ثم يسكن الغضب وتزول أسبابه.

روى البخاري ومسلم أنه استب رجلان عند النبي عليه السلام، وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد أحمر وجهه، فقال عليه الصلاة والسلام: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد.. لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».

لا يكون الغضب محموداً إلا في حالة واحدة، وهي أن تُنتهك حرمات الله سبحانه أو يُعتدى على أمر من أوامره أو يُعطل حكم من أحكامه، عندها يكون الغضب محموداً؛ وعلى المسلم حينها أن يغضب لله وأن يثور على من انتهك محارم الله أو اعتدى على حرمات الدين. وكما جاء في الحديث «ما انتقم رسول الله لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى» رواه البخاري
اقرأ المزيد »

حكم من سب الدين قاصد الشخص لا الدين *خطبة صوتية


اقرأ المزيد »

حكم من سب الرسول - ابو اسحاق الحويني


اقرأ المزيد »

هل يجوز سب ديانة اشياء جماد مثل كرسي....الخ من اسلام اون لاين

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:

فإنه لا يجوز سب دين أي شيء من المخلوقات من الجمادات والحيوانات ، لأن دينها الإسلام ، وهي عابدة لله ساجدة له تعالى، مسبحة بحمد ربها ، كما قال تعالى: ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثيرٌ من الناس وكثيرٌ حقّ عليه العذاب، ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مكرم ، إن الله يفعل ما يشاء ) الحج: 18.
وقال تعالى : ( ولله يسجد مافي السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون) النحل : 49 .
وقال عز وجل : ( تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن ، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، إنه كان حليما غفوراً)الإسراء : 44 .
وما دامت الجبال وغيرها من الجمادات تسبح بحمد الله وتسجد له فلا يحل لأحد أن يسبها ، فضلاً عن أن يسب دينها، فهي قد تكون أفضل ممن يسبها بكثير ، ولو شاء الله لأسمعنا وأفهمنا تسبيح هذه الجمادات ، كما قص الله علينا قصة تسبيح الجبال مع نبيه داود عليه السلام فقال تعالى : ( وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين) الأنبياء 79 . وقال ( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ، والطير محشورة كل له أوّاب) ص :19،18
فهي إذاً مسلمة لله تعالى وتدين بالإسلام لله ربها ، كما قال سبحانه : ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون) آل عمران : 83 .

ولذلك فإن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ نهى عن سب الديك فقال: "لا تسبُّوا الدّيك فإنّه يوقِظ للصّلاة" وفي لفظ " فإنّه يدعو إلى الصّلاة " رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد جيد.

كما أن شأن المسلم أن يبتعد عن السب واللعن والطعن في الأشياء، كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم : [ ليس المؤمن بالطعان ، ولا بالعان ، ولا بالفاحش ، ولا بالبذيء ] . السلسلة الصحيحة ـ للألباني.
والله أعلم.
اقرأ المزيد »

سب الدين.. ذلك المقدس الذي يتجرؤون عليه


يندر أن تمر من أي مكان عام في بلدنا المسلم ولا تسمع من بعضهم ما يخدش شعورك الديني وعاطفتك الروحية، ومن أسوإ ما يتردد وينبعث من ألسنة الكثيرين، التفنن في سب الدين والرب، حتى أصبحت هذه ظاهرة كاد المجتمع يُطبِّع معها، وتكاد في بعض الأحيان وأنت تسمع هذا السب هنا وهناك تظن أنك في بلد لا يلقي بالا لمقدساته الدينية ولا يهمه أن تهان. لماذا استفحلت بيننا ظاهرة سب الدين والرب، وخصوصا بين شبابنا؟ هل من حلول لهذه الظاهرة؟ وما قول القانون في من يقترف مثل هذه الأعمال؟ وما رأي الشرع الإسلامي في من يتجرأ على سب الدين والرب؟ أين تنتهي مسؤولية الآباء وأين تبدأ مسؤولية المدرسة؟ وما حجم مسؤولية الدولة والمواطن؟ أسئلة حملتها ''التجديد'' إلى مختصين ومهتمين وعدد من المواطنين، كما تحدثت إلى بعض من سبوا الدين والرب على الملأ، والذين يجد أغلبهم، إن لم نقل كلهم، حرجا كبيرا في تبرير فعله.


أإلى هذه الدرجة بلغت جرأتكم؟


في حافلة للنقل الحضري ثار رجل في الخمسين ضد القابضة بعد خلاف بينهما، وسرعان ما تحول الخلاف إلى صراخ ثم إلى سب للدين والرب، في جو هستيري حتى اندفع اللعاب من جنبي فم الرجل، اقتربنا منه بعدما هدأه، وسألناه لماذا بلغ به الحد إلى سب الدين والرب، فمضى من جديد يرغي ويزبد مستنكرا هذا السؤال: ''لستم وحدكم من تعرفون الدين، كلنا مسلمون ونحب الله''، وبعدما هدأ روعه من جديد أفهمناه أن الغرض من السؤال ليس محاسبته، حاول تبرير الأمر بكونه لم يكن يعي ما يقول، موضحا: ''عندما سببت الدين والرب لم أكن أقصد إهانة المقدسات الدينية، ولكن هي فقط طريقة للتعبير عن الغضب الشديد''، لكن الغريب هو أن المتحدث المعني ختم قائلا: ''نْسْبّ ليها دينها حسن ما نفوّت فيها شي ضربة نمشيو فيها أنا وإياها''، هذه الخلاصة حملناها إلى أحد المختصين في القانون وتساءلنا عن سر هذا الاطمئنان إلى أن سب الدين لا يرقى إلى مستوى جريمة الضرب والجرح فأجاب: ''الواقع أن استفحال ظاهرة سب الدين تساهم فيه عدة عوامل، منها ما هو اجتماعي ومنها ما هو تربوي، أما من الناحية القانونية، فالذي نلاحظه هو أن القضايا التي ترفع أمام القضاء في سب الدين والمقدسات الدينية بصفة عامة هي قضايا قليلة جدا، لأن الدولة لا تضرب بيد من حديد على من يسب الدين أو الله''، مضيفا: ''نلاحظ مثلا أن سب المقدسات الأخرى إو الإساءة إليها ليس مستفحلا بالحجم نفسه، وذلك راجع إلى أن محركي الدعوى العمومية يكونون أكثر حزما في هذه الحالات، وربما مازلنا بحاجة إلى كثير من الوعي بأن سب الدين جريمة لا تقل فداحة عن سب باقـــــي المقدسات.''، وهو ما عبر عنه كهل غضب غضبا على شاب سب الرب سبابا عنيفا في معرض عراكه مع أحد زملائه قرب الثانوية، وبدأ الكهل يستنكر بأعلى صوته موجها عتابه إلى الشابين المتخاصمين: ''أإلى هذه الدرجة بلغت جرأتكم؟ ألا تستشعرون فداحة ما تتلفظون به؟ هل تعرفون من هذا الرب الذي تسبونه كلما اختلفتم حول شيء تافه؟''، ثم مضى الكهل مخلفا وراءه رؤوسا مطأطأة لا تستطيع تبرير فعل السب هذا، وهو يلعن بدوره: ''الله يخلِيها ها تربية، الله يخلِيها قراية''.

أغلب من سبوا الدين وتحدثنا إليهم يؤكدون أنهم لا يقصدون إهانة الدين، ولكنهم يجدونها فقط وسيلة تعبر عن أقصى ما يريدون التعبير عنه من الغضب، ''أنا لست كافرا، يقول أحدهم، ولا أظن أن الله تعالى سيحاسبني على هذا السب في لحظة غضب، ثم إني لا أسب الدين أو الله لأجل سبهما ولكن أسب في الحقيقة ذلك الذي أوجه له الكلام، أما الله فهو فوقنا جميعا وأكبر منا ولا يعقل أن نسبه''، ثم ختم مبتسما ابتسامة مملوءة بالخجل من فعلته: ''راه كحل الراس هو لي تيجعّرنا''.

المسؤولية بين البيت والمدرسة..

سألنا أحد الآباء إن كان من قبل سمع أحد أبنائه يسب الدين أو الرب وماذا يكون رد فعله في هذه الحالة فأجاب: ''لم يسبق لي أن سمعت أحدهم يصدر عنه مثل هذا، بل إني أنهاهم عن أسلوب السب والقذف بصفة عامة، وأنصحهم بالتعامل بالتي هي أحسن''، لكن أعدنا عليه السؤال: ''وماذا لو سمعتها من أحدهم؟''، فقال: ''لن أسمح لهم بذلك، وسوف أكون حازما في الأمر، لكني لا أتصور أن يحدث هذا مع التربية الحسنة والمدروسة''، أما أب آخر فيرى أن الشارع والمدرسة يهدمان كل ما يبنيه، وتساءل: ''هل تظنون أنه مازال بإمكاني التحكم في سلوك أبنائي، وهم الذين يقضون أكثر وقتهم في المدرسة أو في الشارع، أنا أسمع أبنائي يسبون الدين في البيت بينهم، وأتدخل مرارا بالنصح ومرات أخرى بالعقاب والضرب، ولكن لم أر لحد الآن فائدة، إن المدرسة هي التي يجب أن تلعب هذا الدور''.


هذا الرأي الأخير يشاطر جزءا منه أستاذ بإحدى الثانويات، الذي يؤكد على دور المدرسة في تكامل مع دور الآباء، فهو يرى أن ''على المدرسين والأطر الإدارية في المؤسسات التعليمية فعلا بذل مجهودات في هذا المجال، والقيام بحملات تحسيسية بخطورة هذه الظاهرة''، ويؤكد آخر أن ''مثل هذا الواقع يحتاج منا تقوية مظاهر التربية الإسلامية الصحيحة في مدارسنا، لا اللجوء إلى تقليص تلك الحصص القليلة أصلا، التي تخصص المادة الدينية في مقرراتنا''، ''وعندما أقول مظاهر التربية الإسلامية، فلا أعني فقط مادة التربية الإسلامية، ولكن أعني بذلك التوجيه والترشيد لتلاميذنا وشبابنا وفق ما تنص عليه الشريعة الإسلامية، وتحسيسهم بخطورة ظاهرة السب بصفة عامة، وسب الدين بصفة خاصة، ومن المفيد جدا أن نعي في هذه المسألة أن الزجر والعقاب ليس هو الأصل، بل التربية والتوجيه والنصح، وغرس القيم الإسلامية في نفوس الشباب، وتعليمهم حب الله والاستحياء من سبه أو إهانة الدين.''

كلنا مسؤولون

الخلاصة التي يؤكد عليها كل الذين التقيناهم وتحدثنا إليهم في هذا الموضوع هي أن المسؤولية في ما يقع من سب للدين والذات الإلهية مسؤولية مشتركة، فالمواطن عليه مسؤولية الاستنكار والنصح، والمسؤولون في الدولة يقع عليهم الحزم في المتابعة والعقاب، والمنتخبون مطالبون بسن تشريعات أكثر قوة ووضوحا في هذا المجال، والمربون والآباء عليهم ثقل غرس حب الله والدين في نفوس الشباب وتوجيههم التوجيه الصحيح وتربيتهم التربية السليمة، والإعلاميون مطالبون بالتوعية ومحاصرة هذه الظاهرة، وكثير منهم مطالبون بأن يبدأوا من أنفسهم وصحفهم التي تنتهك حرمة الدين وتستبيحها وتمس الأخلاق والآداب العامة.

محمد أعماري

جريدة التجديد
اقرأ المزيد »

حكم من سب الدين من اسلام اون لاين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :ما حكم من سب الدين والذي انتشر على ألسنة بعض العوام هذه الأيام ؟ وعلى من تقع مسئولية هذه الظاهرة الخطيرة عافانا الله وإياكم ؟ ولكم جزيل الشكر

الجواب

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:

سب الدين ردة عن الإسلام والعياذ بالله تعالى إذا كان الساب واعيا قاصداً لما يقول ومالكا أمر نفسه ، أما إذا لم يع ما يقول بسبب الجهل الشديد، أو كان غير قاصد للدين كمن قصد الشخص الذي يسبه لا الدين فلا يعتبر كافراً حينئذ، وإن كان هذا لا يعفيه من الإثم العظيم ، وعلى من سب الدين أن يرجع إلى الله تعالى وينطق بالشهادتين ويجدد إسلامه .

‏ جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما يلي :

اتفق الفقهاء على أن من سب ملة الإسلام أو دين المسلمين يكون كافرًا ‏,‏ أما من شتم دين مسلم فقد قال الحنفية ‏:‏ ينبغي أن يكفّر من شتم دين مسلم ‏,‏ ولكن يمكن التأويل بأن المراد أخلاقه الرديئة ومعاملته القبيحة لا حقيقة دين الإسلام فينبغي أن لا يكفر حينئذ ‏.‏ ‏

‏قال العلامة عليش ‏:‏ يقع كثيرًا من بعض شغلة العوام كالحمارة والجمالة والخدامين سب الملة أو الدين ‏,‏ وربما وقع من غيرهم ‏,‏ وذلك أنه إن قصد الشريعة المطهرة ‏,‏ والأحكام التي شرعها الله تعالى لعباده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فهو كافر قطعًا ‏,‏ ثم إن أظهر ذلك فهو مرتد ‏.‏ ‏


ويقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس - فلسطين :ـ

إن من أسوأ الظواهر المنتشرة في بلادنا ما ذكره السائل من سب الدين ، ولا شك أن المسؤوليـة في انتشار هـذه الظاهرة المنكرة تقع على عاتق الآباء والأمهات والمربين والمربيات وغيرهم الذين يجب عليهم أن يبينوا للناس مغبة هذا الأمر المنكر وعواقبه الوخيمة ولا شك أن سب الدين أو سب الـذات الإلهية وكذلك شتم الرسول صلى الله عليه وسلم كفر صريح وخروج عن ملة الإسلام حتى لو كان الإنسان مازحاً لقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) .

وعلى من حصل منه ذلك أن يبادر إلى التوبة الصادقة والرجوع إلى جادة الحق والصواب وعلى من سمع هذا المنكر أن يبادر إلى إنكاره وأن ينصح من صدر منه ذلك لعله يتوب ويرجع عن ذلك .

والله أعلم .

اقرأ المزيد »

حكم سب الله تعالى - الدين - الرسول أو الصحابة الكرام

لحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن نعم الله عظيمة، وآلاءه جسيمة، وأعظم النعم قدراً وأجلها منزلة نعمة الإسلام، التي منَّ الله بها علينا وخصنا بها.

ومع الغزو الإعلامي المكثف، وليونة الدين في القلوب؛ ظهر على ألسنة البعض أمر خطير، ومنكر كبير هو: سب الله عزّ وجل، أو الدين، أو النبي محمّد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.. وفي هذه الورقات بيان لعظم الأمر وخطورته حتى ننصح من نراه يفعل ذلك ونعلمه مواطن الخير، وندله على طريق التوبة.

أخي المسلم: الإيمان بالله مبني على التعظيم والإجلال للرب عزّ وجلّ، ولا شك أن سب الله تعالى والاستهزاء به يناقض هذا التعظيم.

قال ابن القيم: وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت، فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم، فذلك حقيقة الحمد والله أعلم.

والسب كما عرفة ابن تيمية: هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح ونحوه.

ولا ريب أن سب الله عزّ وجلّ يُعد أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القولية، وإذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله، فإن السب كفر من باب أولى.
يقول ابن تيمية: إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السَّاب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده.

وقال ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله تبارك وتعالى أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بما أنزل الله.
قال تعالى: { إنَّ الذين يُؤذون الله ورسوله لعلنهم الله في الدُّنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مٌّهيناً . والَّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً ميبناً } فرَّق الله عزّ وجلّ في الآية بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.
قال القاضي عياض: لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم.

وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: يا بن كذا وكذا- أعني أنت ومن خلقك-: هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه.
وقال ابن قدامة: من سب الله تعالى كفر، سواءً كان مازحاً أو جاداً.

• سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟- أستغفر الله رب العالمين- هل مَنْ سبّ الدين يعتبر كافراً أو مرتداً، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
فأجب رحمه الله تعالى: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عزّ وجلّ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أن يستتاب لعل الله تعالى يمن عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإنَّ سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: { قُل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } نسأل الله العافية.

• وسُئل فضيلة الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
ما حكم الشرع في رجل سبَّ الدين في حالة غضب هل عليه كفَّارة وما شرط التّوبة من هذا العمل حيث أنّي سمعت من أهل العلم يقولون: بأنَّك خرجت عن الإسلام في قولك هذا ويقولون بأنّ زوجتك حُرّمت عليك؟
فأجاب فضيلته: الحكم فيمن سبّ الدين الإسلامي أنه يكفُر، فإن سب الدين والاستهزاء به ردّة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله تبارك وتعالى عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنّما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عزّ وجلّ أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: { ولئن سألتهم ليقولنَّ إنّما كنا نخوض ونلعب قُل أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فالاستهزاء بدين الله، أو سبُّ دين الله، أو سبُّ الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملّة. أهـ
واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتخل بدارك العقوبة.

• سُئل الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبُّون الله عزّ وجلّ؟
فأجاب رحمه الله: لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عزّ وجلّ
لقوله تعالى: { وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتَّى يخوضوا في حديثٍ غيره إنَّكُم إذاً مِّثلهم إنَّ الله جامع المنافقين والكافرين إلى جهنَّم جميعاً } .

حكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم:
للرسول صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة في نفوس أهل الإيمان، فقد بلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم كما أمر، محبةً لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامة البدع التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها وحذّر منها. بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة نطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر.

ولنحذر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ذلك من نواقض الإيمان، التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً، سواءً استحل ذلك فاعله أو لم يستحله.
يقول ابن تيمية: إن سب الله تعالى أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده.

والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكم أو غيره كما قال رحمه الله: فثبت أن كل من لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكمه أو قَسمه فإنه يجب قتله، كما أمر به صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته. فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطر والطريق السيء وتجنب ما يغضب الله عزّ وجلّ.

سب الصحابة:
الصحابة هم صحابة رسول اله صلى الله عليه وسلم ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عزّ وجلّ عليهم في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: { والسَّابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار والَّذين اتَّبعوهم بإحسان رَّضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنَّات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } وقال تعالى: { مُحمَّدٌ رسول الله والَّذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم رُكّعاً سُجَّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } ومن سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن.

والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاع عنهم، ورد من تعرض لأعراضهم، ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، وقد أجمع العلماء على عدالتهم، أما التعرض لهم وسبهم وازدراؤهم فقد قال ابن تيمية: إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهو كافر.
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: « من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » [السلسلة الصحيحة 2340].

وقال صلى الله عليه وسلم: « لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحداً أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه » [رواه البخاري].

وسُئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام.

وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: من شتم أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قُتل.

قال الشيخ محمّد بن عبد الوهاب: فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله تعالى من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضلهم ومكذبه كافر.

أما من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها فإنَّه كذّب بالقرآن الذي يشهد ببراءتها، فتكذيبه كفر، والوقيعة فيها تكذيب له، ثم إنها رضي الله تعالى عنها فراش النبي صلى الله عليه وسلم والوقيعة فيها تنقيص له، وتنقيصه كفر.

قال ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى: { إنَّ الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدُّنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ } وقد أجمع العلماء رحمهم الله تعالى قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن.

ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد، لما ذَكَرَ رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فأمر بضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عزّ وجلّ: { الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيِّباتُ للطّيِّبين والطَّيِّبون للطَّيِّبات أولئك مُبرَّئون ممّا يقولون لهم مَّغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ }

فإن كانت عائشة رضي الله تعالى عنها خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه.

أخي المسلم: إنَّ سب الصحابة رضي الله تعالى عنهم يستلزم تضليل أمة محمد صلى الله عله وسلم ويتضمن أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام.

اللهم ارزقنا حبك وحبّ دينك وكتابك ونبيك صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا، وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

دار القاسم: المملكة العربية السعودية_ص ب 6373 الرياض 11442
هاتف: 4092000/ فاكس: 4033150
البريد الالكتروني: sales@dar-alqassem.com
الموقع على الانترنت: www.dar-alqassem.com


اقرأ المزيد »

دكر الله له فوائد عديده

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفي الذكر نحو من مائة فائدة. ذكر ابن القيم منها:1. أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.2. أنه يرضي الرحمن عز وجل.3. أنه يزيل الهم والغم عن القلب.4. أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.5. أنه يقوي القلب والبدن.6. أنه ينور الوجه والقلب.7. أنه يجلب الرزق.8. أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.9. أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.10. أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان. 11. أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل12. أنه يورثه القرب منه.13. أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة.14. أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله. 15.أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: " فاذكروني أذكركم " البقرة:115].16.أنه يورث حياة القلب.17.أنه قوت القلب والروح.18. أنه يورث جلاء القلب من صدئه.19. أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.20. أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى.21. أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.22. أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.23. أنه منجاة من عذاب الله تعالى.24. أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.25. أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والبا طل.26. أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.27. أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.28. أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.29. أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها. 30. أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب علئ غيره من الأعمال.31. أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معا ده.32. أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.33. أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.34. أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.35. أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.36. أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضا ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.37. أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سنته.38. أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.39. أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق.40. أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.41. أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.42. أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره.43. أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى.44. أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.45. أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.46. أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.47. أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.48. أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.49. أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.50. أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته. 51. أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.52. أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعلها قرة عينه فيها.53. أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.54. أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.55. أن الذاكرين الله كثيرا هم السابقون من بين عمال الآخرة.56. أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين.57. أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.58. أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم. 59. أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.60. أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب. 61. أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.62. أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق. 63. أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.64. أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة.
اقرأ المزيد »

 
ahjib28mwk